الصداقة في زمن العولمة
الصداقة هي علاقة اجتماعية قوية بين شخصين أو أكثر، وتعتبر واحدة من أهم العلاقات في حياة الإنسان. وتأخذ إبعاد كبيرة في معانيها ، وغير محدودة في نهايتها ،وربما تتفوق على روابط إنسانية أخرى يعتقد بأنها أوثق ربطا منها حتى تثبت الوقائع بأن للصداقة مايجعلها الاوثق والاهم ، ولكن تبقى لمعنى الصداقة أسسها واعتباراتها ومحدداتها وقواعدها فهي لا تعقد دون اكمال كامل اركانها فقد لايكون معنى للصداقة دون اكتمال كامل أركانها وهي هنا تتميز عن جميع الروابط الإنسانية الأخرى ومعنى اسم الصداقة مشتق من الصدق وهو جوهرها وقاعدتها العريضة، فبغير الصدق ليس هنالك صديق لأن الكذب والخداع وتفضيل المصلحة الشخصية تنهي معنى الكلمة وتفرغها من محتواها ويمكن تعريفها حينها بأي شئ آخر غير الصداقة فهل فقدت الصداقة في عصرنا بعضا من أسسها ومعانيها لتجعل المصلحة اساسا للصداقة و يكون الفساد أحد قواعدها ..ومن أسسها الحقيقية الأخرى هي الثقة الكاملة بالصديق ومن اهتزت أركان الثقة فيه فلا تتخذه صديقا ،لان امتدادات الصداقة قد تبتعد كثيرا لمديات بعيدة في أن يكون الصديق محط ثقة صديقة او أن يكون مصدرا لتلك الثقة ، و يكون صندوقا لأسرار صديقة ،أما ألافعال المنافية لتحقيق معنى الثقة كالمخاتلة والبحث عن الغلبة على حساب الاخر والخداع وافشاء السر فهذا يعتبر خداع وخذلان .. والثقة هذه ستولد الاحترام الذي يعتبر من أهم أسس الصداقة فلا صداقة بدون احترام أو تجاوز محددات الاحترام وقطعا فأن الاحترام سيولد التفاهم وطالما كان الصديق ملتزما بالاحترام سيستطيع التفاهم والتعاون مع الآخر وهذا ماسيقربة من الاخر أكثر أما البحث عن احتمالات وجزئيات أخرى والبحث عن شكوك وربما اوهام قد لاتكون موجودة فهذا يبعد الصديق عن صديقه وسيفضل القطيعة والابتعاد.. ويبقى الصديق ذخرا لأوقات الضيق ،ولاخير في صديق لايعين صديقه ،ولكن تبقى هنالك عوامل قد تقوي وتذكي معاني الصداقة وهي التقارب الثقافي والتقارب العمري والنشاطات المتشابهه والاهتمامات الفكرية والتعاون في العمل وحتى التقارب النفسي وربما يكون للقرب الجغرافي والموقع وظهر اخيرا اسباب وهمية جديده للصداقة كالتقارب الديني والمذهبي ليكون سببا للصداقة مع توفر الأسباب الاخرى.لأن الصداقة لاتبنى على الأوهام أو الاحتمالات . ومن ذلك، يمكن القول بإن الصداقة هي علاقة اجتماعية مقدسةو قوية تستند على أسس ،الثقة، الاحترام، التعاون، التفاهم، والدعم وفرح الأصدقاء، قد يكون سَببا لأن نُصبح سعداء . بعض الأصدقاء نفوسهم صافية وأنيقة قد يجعلك تكتفي بهم عن الآخرين . كما أن هنالك أشخاص تعتقدهم اصدقاء ولكنهم بالحقيقة غير ذلك وقد تؤثر العديد من العوامل على الصداقة وقد تقتلها فليس بصديق من كذبك أو خدعت أو سرقك أو أعان عليك أو من حكم بين صديقيين، ولكن يمكن تعزيزها وتقويتها من خلال التعامل بنية صادقة و المشاركة في الأنشطة مع الصديق بسعادة ورضا ، التعاون في العمل، المشاركة في الأحداث الاجتماعية، التفاهم الثقافي، والدعم النفسي.والابتعاد عن الاحتمالات والضنون السيئة .. حسن درباش العامري
2025-02-25 11:27 AM768